لفتت «العربي العلمي» قبل عدة شهور، الانتباه إلى أهمية منصب المستشار العلمي في المجتمعات الغربية، وحاولت إبراز كيفية حرص تلك المجتمعات على اختيار علماء مرموقين ليقوموا بدورهم في تقديم الاستشارات لحكومات بلادهم في شئون البحث العلمي. ونشرت تقريرا حول المستشار العلمي لبريطانيا السير مارك والبورت، أو بالأحرى رئيس فريق مستشاري الحكومة البريطانية العلميين، حين تولى المنصب خلفا لسلفه في شهر يونيو من العام 2012.
واليوم تنشر «العربي العلمي» تقريرا عن المستشار العلمي للرئاسة المصرية المؤقتة، الدكتور عصام حجي، الذي يعد واحدا من الباحثين البارزين في وكالة ناسا الأمريكية في مجال علوم الفضاء. والذي جاء تعيينه في هذا المنصب ليجسد دلالة من الرئاسة المصرية، على أن التوجه الذي تود الإدارة المصرية الانتقالية أن تنهجه يضع من بين أولوياته الاهتمام بالشأن العلمي والبحث العلمي في مصر. خصوصا أن مصر لم تعرف هذا المنصب سوى لثلاث سنوات فقط، في عهد الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، تولاه خلالها الدكتور فاروق الباز.
وهناك أكثر من ملاحظة يوردها الدكتور أحمد مغربي في الموضوع المشار إليه أولها أن عصام حجي ليس شيخا طاعنا في السن، يغزو شعره المشيب، بل شاب طموح استطاع أن يبرز بين فريق «ناسا» بفضل نبوغه المبكر في البحث العلمي. ويؤكد على إمكانات الشباب العربي حين يمتلكون الإرادة والطموح للنبوغ في أي مجال.
كما يقدم بتجربته الشخصية نفسها مثالا للطموح والرغبة في العلم التي جعلته في بداية طريقه يحول مساره، كما ستتابعون في التحقيق بالتفصيل. وهو ما يمنح الكثير من شبابنا العرب الإلهام، ويمنحنا نحن الأمل في أن يستطيع حجي وأمثاله وهم كثر، أن يكونوا القاطرة العلمية التي نحتاج إلى أن تصبح واقعا في عالمنا العربي يوما ما، وبحيث تستطيع العلوم والمعارف العلمية انتشال المجتمعات العربية من واقعها الذي يحتاج إلى تغييرات جذرية في العديد من المجالات.
|