يبدو مصطلح إعادة التدوير، للوهلة الأولى، مستمدًا من علوم البيئة، وهذا صحيح، لكنه في ما يتعلق بالبيت العربي وشئون الأسرة، يتعلق بالاقتصاد المنزلي، وكذلك بكيفية تدوير المخلفات المنزلية في إبداع قيم جميلة في التصميم الداخلي للمنازل أو إضفاء حالات نفسية معينة على البيت. وهو ما يأتي في إطار ما يعرف اليوم بعلم البيئة المنزلي.
وفي ظل الضغوط الاقتصادية المرتفعة التي لم تعد مقصورة على مجتمع دون غيره اليوم، فإن فكرة إعادة تدوير المخلفات المنزلية تعد حلا يقلل من تلويث البيئة من جهة، لأن البقايا والمخلفات لن تلقى مع القمامة أو تتعرض للحرق وغيرهما من مصادر التلويث، وهي، من جهة أخرى، تمثل حلاً اقتصاديا يوفر الكثير مما قد تتكلفه أي وسيلة أخرى تقتضي «تجديد» الأثاث أو إضافة قطع جديدة للتصميم الداخلي في البيت.
لم يعد الأمر مجرد حيلة من حيل «ست البيت» المدبرة، كما كان الأمر في السابق، بل هو اليوم يمثل اتجاها مهما، جزء منه يستخدم في علاج نفسي لبعض الحالات التي تعاني أزمة الرغبة في الحفاظ على كل متعلقاتها، حتى لو أدى الأمر إلى تخزينها وتكديسها بلا أي مراعاة لما يتسبب فيه ذلك من مشكلات عملية وجمالية.
وفي جانب آخر هو مصدر من مصادر اتجاهات صرعات تصاميم الديكور الحديثة، وقبل ذلك كله فإن تدوير المخلفات أصبح جزءا من ثقافة عامة في العالم اليوم، وما أحوجنا له في مجتمعاتنا الاستهلاكية.
|