اتصل بنا عن المجلة الأرشيف الرئيسية
 

إبحث:



 

كتاب ربع سنوي يصدر كملحق لمجلة العربي تصدره وزارة الإعلام بدولة الكويت لمحبي الآداب والفنون

 
 


يوليو-2012

 
 
 
من وحي المعارض
شهد هذا العام معارض فنية مهمة جدًا، سواء في مدينة برشلونة أو في باريس. أذكر هاتين المدينتين الأوربيتين لكوني قد زرت الأولى ككل سنة، ولسكني ما بين بيروت وباريس. المعارض التي تقام في إسبانيا، تقيمها المصارف الكبرى، إذ إن أكثر هذه المصارف تملك قصورًا تاريخية محوّلة إلى متاحف وبيوت ثقافة. لا تقتصر نشاطات هذه المصارف على الفنون التشكيلية فقط، بل تتعدّاها إلى غير لون من ألوان الثقافة. لكن الفن التشكيلي يأخذ حصة كبيرة من اهتماماتها الفنية والثقافية. الجدير بالذكر، أن الأميرة إحدى بنات الملك كارلوس، ملك إسبانيا
اختراع الفن المعاصر
بعد الحركة التشكيلية التي دُعيت «بالانطباعية»، ظهرت حركات تشكيلية عديدة في باريس وروما وبرلين وغيرها من المدن، وكل مدينة أعطت اسمًا لحركتها الفنية. فتحت الانطباعية أبوابًا لمدارس وحركات، منها التعبيرية والتجريدية والوحشية وفن الملصقات. التعبيرية انبثقت من فن فان غوغ Van gogh والتجريدية من لوحة بول سيزان Paul Cezanne، والوحشية Le fauvisine من بول غوغان Paul Geguin والملصقات من رسم تولوز لوتريك Toulous Lautrec
أفكار في الفن
لم يعرف تاريخ الفن فوضى مثلما هو حال الفن اليوم، أي منذ القرن العشرين الفائت حتى اليوم. كما لم يعرف التاريخ مرحلة ثرية بالاختراعات والتقنيات كما اليوم. الصورة الفوتوغرافية حاولت أن تأخذ دور اللوحة الفنية، والكمبيوتر يعمل جاهدًا ليلغي الرسم والرسام ويأخذ مكانهما، فوقع تعليم الفن في المدارس الفنية في حيرة بل فوضى كبرى. هناك من يعمل بالتقنيات الفنية المعروفة عبر التاريخ، وهناك من سار وراء الاختراعات التصويرية الحديثة، وولد فريق ثالث، مزج ما بين الطريقتين
رسم الشاعر وشعر الرسّام
في البدء، لم يكن مقصد الرسام أن يرسم ليعرض أعماله، ولم يكن الشاعر يكتب أشعاره لينشدها للناس أو لينشرها، ولم يكن الموسيقي يؤلف موسيقاه ليُسمعِها لأحد. الفنان قسمان، قسم لا تهمّه ردّات فعل إطرائية من الناس، وقسم ثان «يصنع» «فنا» للناس. الرسام يأخذ قلمه أو ألوانه ويرسم ويلوّن لذاته، للذّته، لحاجته، أكاد أقول لحاجته «الروحية«! للفنان لغته، وإن كانت تحمل كل كلمات الجمال. الإنسان يملك غنى في التعبير بواسطة لسانه، ولسانه ليس بريئاً دائماً، لكن للفنان ثروته التي تفوق ثروة الإنسان العادي
رسم الشاعر وشعر الرسّام
في البدء، لم يكن مقصد الرسام أن يرسم ليعرض أعماله، ولم يكن الشاعر يكتب أشعاره لينشدها للناس أو لينشرها، ولم يكن الموسيقي يؤلف موسيقاه ليُسمعِها لأحد. الفنان قسمان، قسم لا تهمّه ردّات فعل إطرائية من الناس، وقسم ثان «يصنع» «فنا» للناس. الرسام يأخذ قلمه أو ألوانه ويرسم ويلوّن لذاته، للذّته، لحاجته، أكاد أقول لحاجته «الروحية«! للفنان لغته، وإن كانت تحمل كل كلمات الجمال. الإنسان يملك غنى في التعبير بواسطة لسانه، ولسانه ليس بريئاً دائماً، لكن للفنان ثروته التي تفوق ثروة الإنسان العادي
الثقافة وتعليم الفن
هل تغني كثرة المدارس والمعاهد الفنية في بلد ما، الفن؟ كثرة المعاهد الرسمية والمدارس الخاصة والرسمية لا تزيد من قيمة الفن ولا تغنيه، في لبنان وبيروت، خاصة أن هناك تضخماً في عدد المعاهد والمدارس التي لها فروعها في تعليم الرسم والموسيقى. منذ خمسين سنة أو أكثر كانت الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، حيث تخرّج فيها أول فريق من الفنانين اللبنانيين. وكان الفنانون الذين تعلّموا فيها لبنانيين وبولونيين وطليانا وروسا
علاقة الفنون ببعضها
لا توجد علاقة شكلية بين الرسم والموسيقى. هناك علاقة حب أو علاقة عائلية. الصفات التي تعطى للموسيقى هي نفسها التي تعطى للرسم، مثلاً التأليف، والأرموني أو الملوّن... إلخ.. المختص بالموسيقى يعطي لبعض المؤلفين الموسيقيين صفة الملونين في موسيقاهم. كذلك المختص بالرسم يعطي إلى هذا الفن صفة سمفونية ألوان. صفات لا تعني شيئاً، ولا تزيد أو تنقص من قيمة العمل الموسيقي الكبير أو العمل الفني التشكيلي. الفن يتخطى الصفات المعطاة له، فالاستماع إلى عمل لـ«باخ» مثلاً أو لـ«موزارت» أو لـ«بتهوفن» ليس بحاجة إلى صفة تعظيمية أو إطراء
الناس والمتاحف
كثرت المتاحف في العالم، وأصبح لكل شيء متحف، مثلاً متحف الفنون الجميلة، أعني كل ما يمت إلى الرسم والتلوين والنحت، هذا منذ سنين قديمة جداً. اليوم المتاحف العالمية أصبحت من المزارات الأولى للسياح ولم تعد السياحة هي التنقل من بلد إلى بلد للتغيير فقط، بل أصبحت السياحة ثقافية. وترى الأمثلة في أمواج الناس الذين يتنقّلون من مكان إلى آخر، ومن عاصمة إلى عاصمة، ومن مدينة إلى مدينة أخرى، لرؤية لوحة لرسام ما، أو لزيارة متحف يضم ما يرغب في رؤيته السائح
ولادة لوحة فنية
هناك عدة طرق للابتداء برسم لوحة وتلوينها، يكتشفها الفنان عندما يصبح عمره الفنّي سنوات عدة. فبعد مضي سنوات في الدراسة والرسم، تُظهر بعض من شخصية الطالب، شخصيته الفنية، إلى أن تنتهي سنوات الدراسة، وتبدأ مرحلة مهمة عنده حال أنهى تعلّمه في مدرسة للفن، وهي مرحلة الرسم دون نصيحة أو ملاحظة من أحد، إذ أصبح تعبيره الشخصي بواسطة الشكل واللون، كما أن الناقد أو الناصح هو نفسه، وفي هذه المرحلة يشعر بوحدته مع لوحته
هل يشتري المالُ الفن؟!
لاشك أن كل إنسان يعلم أن في العالم العربي ثروات مالية طائلة، تكاد أن تضاهي الثروات المالية في العالم. كثيرون من أثرياء العرب في كل بلد عربي زاروا ويزورون المدن الأوربية والأمريكية، وهم لا يزورون في أسفارهم سوى الأسواق والمطاعم، وتكاد القلة القليلة منهم تخصص وقتًا لزيارة متحف أو دار أوبرا. إذ إن الفن لا يعني لهم شيئًا ولا التاريخ، لهذا فالأسواق والمطاعم هي متاحفهم المفضلة. أنا هنا لا أنتقد الإنسان العربي. من حقّه أن تكون ثقافته الفنية ليست على مايرام أو معدومة، ومن حقه أيضًا أن يرفض ويبتعد عما لا يعرفه
ثمن العمل الفنّي
المال قبل الفن، الفن سلعة تُشترى وتُباع. الشاري أو الشارون أو أكثرهم ليس لهم إلمام بالفن، أو فهم أو حبّ أو تعلّق بالفن. اهتمامهم الأول والأخير بما يجنيه العمل الفني المعروض للبيع، لهذا فكثيرون منهم، يشترون بواسطة الهاتف، دون حتى أن يروا اللوحة أو التمثال. هذا ما تفعله وتشجعه المؤسسات الكبرى للمزاد العلني مثل «كريستيس Christies» أو «سوثبيس» Southbys اللتين ما إن تريا فورة مالية في أي منطقة من العالم أو في بلد حتى تستقرّان فيه وتقيمان «مهرجاناتها» للمزاد العلني
7-2012 (89)
أبواب العدد
مقدمة
أفكار في الفن
ذكريات
حواريات
لقاءات معهم
 

 
بريد كتاب العربي

نبذة عن العربي

فهرس الكتـّاب

ابواب كتاب العربي

 
 
 

Powered by:

 

جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة "لمجلة العربي" وزارة الإعلام - دولة الكويت  - 2013