اتصل بنا عن المجلة الأرشيف الرئيسية
 

إبحث:



 

كتاب ربع سنوي يصدر كملحق لمجلة العربي تصدره وزارة الإعلام بدولة الكويت لمحبي الآداب والفنون

 
 


يوليو-2012

 
 
 
شمس الليل
يستيقظ صباحًا, ويغادر فراشه بعد تردد, ثم ينتصب على أرض غرفته الملساء ذات المربّعات الملوّنة أشكالها الهندسية بألوان حمراء وزرقاء وخطوط سوداء وبيضاء. استيقظ?.. لا.. فهو لم ينم ليستيقظ من نومه. لم ينم لأنه كان مسكونا بالأرق.. جرّب أن ينام.. ولكن.. لا.. النوم لم يزره ولو لدقيقة واحدة, عيناه كالنافذتين الزجاجيتين, مفتوحتان ولكن بلا حياة.. كالأبواب التي رأت كثيرين من المارّة, والداخلين والخارجين, وأصبحت مع مرور السنين لا تبالي بمن يدخل وبمن يخرج, هكذا عيناه
خواطر فنان: حوار المغيب
كانا يسيران قرب شاطئ البحر, عند الغروب وقبل أن تلامس الشمس وجه البحر, وقد تبدلت ألوان الطبيعة, وصارت وردية, ساد الصمت بينهما. وعندما غابت الشمس وابتلعها البحر, دار حديث بين الصديقين: قبل مجيئي إليك, كنت استمع إلى موسيقى شوبان, يا صديقي كم هي أساسية الموسيقى في حياة الإنسان, المؤسف أننا لا نسمع إلا أغاني وموسيقى سخيفة. لا تسمها موسيقى, هي ليست ما تود سماعه آذاننا, هم يفبركونها ويرمونها في آذاننا فتمزقها وتمرضها وتجعلنا بحالة عصبية هستيرية دائمة
الطبيعة والفن
صديقان، يجمعهما حب الفن، الموسيقى الكلاسيكية، الرسم، الشعر، لكن الفن التشكيلي كان المؤثر الأول في حبهما للفن. ذاك اليوم، كان جميلاً ساحرًا، ألوان الطبيعة كانت واضحة، الأزرق، والأخضر، والأصفر، كل الألوان كانت صافية، وخريف بيروت هو أجمل فصولها. التقيا قبل الظهر، لا غاية معينة من لقائهما سوى تمضية نهار في أحياء بيروت وشواطئها. - انظر زرقة السماء، كأنها زرقة السماء في لوحة لبول سيزان! آه ما أجملها!
لا تفسير للفن
نادرًا ما كانا يلتقيان، لكن الصدف كأنها القدر، هما كاتبان، واحد منهما شاعر يكتب الشعر، والثاني روائي، يكتب رواية، أنا أعرف الأول والثاني، قلت إنهما كاتبان، الأول يكتب الشعر ولا يشعر والثاني يكتب الرواية ولا يرويها. كنت ومازلت أعتبرهما كاتبين فقط، هذا يكفي. والآن دور الحديث الذي دار بينهما، وسيرى القارئ أنه حديث إذا لم يحدث فإنه لن يغيّر شيئًا في حياتهما ولا حياة غيرهما. حديث بين شخصين يستعملان القلم الحبري الناشف للكتابة، ابتدأ كاتب الرواية بالسؤال
«أوزونيا»
«سنبقى على صلة»، من أين أتى بهذه الجملة التي فاجأني بها، ومازلت متفاجئا. كنّا معًا ومنذ زمن، ولم يكن الواحد منّا موصولًا بالآخر. الآن أنا مسمّر على رصيف المرفأ، والباخرة تحرّكت وأخذت تبعد، ويريد أن نبقى على صلة، بودّي أن أشعر بصلة، لكني لا أشعر بشيء. يلوّح بيده. هل هذه هي الصلة التي يعنيها؟ والمسافة والهواء والبحر الذي سيبعده، وليس ما يربطه بي أو يربطني به ظاهرًا وملموسًا. أنا مازلت مسمرًا في مكاني، رادّا على تلويحه لي بتلويح من محرمة كانت بيضاء
«قال لي صديقي»
كنت أستمع إليه بكل انتباه. كنت مرتاحًا. لا واجب علي أن أفعله، ولا همّ عندي ينغّص عليّ هذه الساعة التي سأمضيها مستمعًا إلى صديقي، هو أحسّ ذلك، فراح يتفلسف عليّ بآرائه التي لم أكن أرفضها ولا أكترث لها أيضًا، سوى أني أعيره سمعي ليحشوه بأفكاره وفلسفته التي كما قلت لا أرفضها ولا أهتم. هذا أسهل، أن أستمع وأوافق على كل ما يقوله، كيف لا؟ وهو وأحاديثه التي لا تنتهي، أعتبرها زينة لطاولة المقهى حيث نجلس
نشيد الحريّة
أتساءل عندما آخذ قلمي وأفلش صفحة بيضاء لأكتب . أتساءل هل أن ما سأكتبه سيكون للأطفال أم إلى الراشدين والراشدات لكن تساؤلي لا يطول ، إذ إن قلمي يسبقني ويخربش على الصفحة البيضاء محفزًا لي أن أرسم حرفًا أو كلمة ، يتابع القلم خربشته ويأخذني إلى حلم ناتج عن الخطوط المستقيمة المتداخلة والدوائر والنقط ، فأرى حقيقة ما كنت أريد أن أكتبه في هذه الخربشات التعبيرية ، التي أغنتني عن رسم أحرف وجمعها بأحرف لتصير كلمة ثم كلمات ، ثم سطرًا وأسطرًا ومقالًا وقصة ، هنا أقف ، هل ستكون القصة للأطفال أم للكبار
المهاجر
منذ أن هاجر إلى إفريقيا لم أسمع عنه شيئًا لسنين عدة، لم يبق في ذاكرتي منه إلا اسمه، أكاد أنسى حتى اسمه، فجأة ظهر. لم أره بل سمعت صوته من الهاتف، لم أعلم من أين أتى برقم هاتفي، لم يقل مَن هو لكني ما إن سمعت صوته بعد سنين طويلة حتى عاد إلى ذاكرتي، اسمه.. حسيب.. ألو.. مَن.. حسيب؟ قهقه ضاحكًا، ومن ضحكه الذي رجرج هاتفي بين أصابعي علمت أنه بحالة مالية جيدة، وهذا الأهم عند المهاجر، بحالة مالية أكثر من جيدة، كيف حالك يا حسيب؟ أين أنت؟ هذا لطيف منك أن تسأل عني من إفريقيا
الساعة
- صباح الخير. - صباح النور. تأخرت! - لا.. أنت أتيت باكرًا! - كم السّاعة؟ - آيه؟ نعم؟ - كم الساعة؟ - الحادية عشرة. - لا.. الساعة الثانية عشرة والربع. - غلطان.. ساعتك خربانة. - مثل هذا الوقت الخربان
الجد والحفيد
كان يتردّد دائمًا للتحدث مع ابن ابنته، حفيده، السنوات التي تفرّق بينهما تزيد على الخمسين سنة، كان ينظر إليه، يناديه ليجلس بقربه، على حافة سريره، يبتسم، ومرارًا تنقلب ابتسامته إلى ضحكة، يستغرب الحفيد ضحك جدّه ويقول في سرّه إنه الخرف، أو الجنون، يحزن ويبقى قربه، يتبادلان النظرات التي تحمل حديثًا طويلًا وحكايات وذكريات. أسئلة كان يطرحها الحفيد على نفسه، عن حياة جدّه وعن شبابه، سمع كثيرًا من قصص شبابه من أمّه عن أبيها
باحث عن الحب
انتظر سنوات عدة، كثيرة، طويلة، ليجد ما كان يبحث عنه، إلى أن انتهت تلك السنوات ووصلت إلى طريق مسدود، وانغلقت على نفسها؟ رأى أن لا سبيل إلا أن يجد ما كان يبحث عنه، هنا تملّكه العجب والاستغراب لعدم إيجاده شيئًا، عندئذ تحرّك، سار مسرعًا، ثم ركض، تبعته رياح، وصل إلى المكان، إلى منزل، إلى عيادة، طرق الباب، كان صباحًا باكرًا
7-2012 (89)
أبواب العدد
مقدمة
أفكار في الفن
ذكريات
حواريات
لقاءات معهم
 

 
بريد كتاب العربي

نبذة عن العربي

فهرس الكتـّاب

ابواب كتاب العربي

 
 
 

Powered by:

 

جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة "لمجلة العربي" وزارة الإعلام - دولة الكويت  - 2013