المتأمل لمسيرة مجلة العربي طوال تاريخها الطويل الذي بدأ مع نهاية العام 1958 يلاحظ أن المجلة عُنيت بقراءة تجارب الأمم ودراسة خبرات الحضارات واستطلاع حياة الشعوب والنظر مليا في التاريخ والحاضر اللذين يستشرفان معا المستقبل.
وفي عددها الجديد الذي يصدر مع بداية العام 2013 يطرح د. سليمان العسكري رئيس التحرير سؤالا مهما وهو: كيف يفكر الآسيويون؟ حيث يرى أنه حان الدور لكي يأخذ الآسيويون دورا يليق بهم، كشعوب لها تاريخها وحضارات لها تقاليدها واقتصادات لها قوتها.
ويتوقف الكاتب صلاح سالم عند أزمة الفيلم المسيء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين سيكولوجية العداء المسيحي وثقافة الغضب الإسلامي، بينما يكتب عبدالله إبراهيم عن أول وكيل استعماري في ديار العرب، ويرى الشاعر منصف الوهايبي أن الشعر فن لا موسيقى له، وفي الشأن اللبناني يكتب أحمد بيضون عن لبنان: وجوه لاستثمار المعرفة بالتاريخ والجهل به.
ويحتفي استطلاع العدد الجديد بخطى أحمد بن فضلان في بلغار الفولجا، ويؤكد لنا الاستطلاع الذي حرره أشرف أبواليزيد أن الحضارة الإسلامية في أوجها كانت قبلة ممالك العالم وأن السيف لم يكن وحده فاتح تلك المناطق الشاسعة بل كانت الحكمة والموعظة الحسنة والسلوك المثالي.
وفي باب "وجها لوجه" يلتقي الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله مع الروائي التونسي أبوبكر العيادي المقيم بفرنسا منذ سنوات طويلة والذي يؤكد أن ثوار الساعة الخامسة والعشرين هم الذين اقتسموا الكعكة، وأنهم عازمون على تحويل "الخضراء" إلى "تونستان" أو "تونس آباد".
|
|
وفي مناقشة هادئة للتعصب يتحدث سامح كريم عن ردود الإمام محمد عبده على المفكر الفرنسي هانوتو. بينما يأخذنا د. مصطفى الجوزو إلى الذائقة الموسيقية في النحو العربي، ويحدثنا د. محمود حداد عن المفكر المصري الراحل أنور عبدالملك (1926 ـ 2012)، بينما يقدم مسعود ضاهر مقاربات متميز لنهضة الشرق الأقصى بين انور عبدالملك وشارل عيساوي.
وتحتفي "العربي" بذكرى رحيل الشاعر محمود درويش عبر ملف العدد الذي شارك فيه محمد شاهين بدراسة عن لاعب النرد .. سيرة تتحدى السرد، بينما يكتب حسين حمودة عن أطوار الفراشة وثلاثة مشاهد من رحلة محمود درويش، ويتوقف زياد الزعبي عند التأملات الشاردة في حضرة الغياب، ويتحدث خليل الشيخ عن البقاء والرحيل في خطاب درويش الشعري المبكر، وتتناول نهاد الموسى الفتنة باللغة في خطاب محمود درويش.
وفي مجال المسرح والسينما تكتب د. وطفاء حمادي عن مسرحية "ودار الفلك" للمخرج المسرحي الكويتي سليمان البسام حيث يغوص العرض في واقع عربي بمنظور افتراضي، بينما يستعرض محمود قاسم مائة عام من السينما الهندية.
وبمناسبة فوز الكاتب الصيني مويان بـ "نوبل" في الآداب هذا العام يكتب فخري صالح عن انفتاح الأدب الصيني على آداب العالم ونقد لسياسة الحزب الحاكم، مع ترجمة لإحدى قصصه.
ويقدم الشاعر فاروق شوشة قراءة في المعجم الكبير الذي يقوم بإنجازه مجمع اللغة العربية بالقاهرة والذي صدر مجلده الأول منذ اثنين وأربعين عاما، بينما تتجول بنا سعدية مفرح في حدائق أبوسلمى جذع الشعر الفلسطيني.
هذا بالإضافة إلى الأبواب الثابتة في المجلة ومنها: قصص على الهواء وعزيزي القارئ وقالوا ومنتدى الحوار وثقافة إلكترونية والمسابقة الثقافية ومسابقة التصوير الفوتوغرافي والمفكرة الثقافية ووتريات وعزيزي العربي وإلى أن نلتقي. فضلا عن ملحق "البيت العربي" الذي يتحدث عن الزي السيناوي والمسلسل التركي "حريم السلطان"، والتقرير العالمي عن المرأة في وسائل الاعلام، ومفهوم الحب لدى الشباب، والسوائل العشبية، وغيرها من الموضوعات التي تهم كل بيت عربي.
|