وسط العالم الجديد الذي نشهد فيه انتفاضات شعبية كبيرة يدعو الدكتور سليمان العسكري في افتتاحية عدد يناير 2013 لضرورة استعادة نهضتنا العربية بالعلم والمعرفة والعقلانية. ويقول: "حين نتأمل مجتمعاتنا العربية نشعر أنها لا تزال تعيش في عصور ما قبل العلم, بسبب انتشار الأمية وانخفاض مستوي التعليم وغياب الثقافة العلمية والتفكير العلمي. فلا نزال نشاهد الكثير من مظاهر التخلف وشيوع الخرافات والإعتقاد في الشعوذة والسحر خصوصا في المجتمعات الأكثر بدائية, وهناك كثير من الأمثلة توضح كيف أن القوى السلطوية إذا وصلت إلى الحكم فإنها سرعان ما تغيب قيمة العلم في المجتمع. حتى تتمكن من السيطرة على شعب أغلبه من البسطاء, لأن العلم يحدث أثرا عكسيا يجعل العقلانيين يتمردون على تلك القوى الدكتاتوية أيا كانت, وقد آن الأوان أن نعيد لمجتمعاتنا العربية قيمتها المغيبه".
ويطل علينا العام الجديد حاملا معه بابا جديدا تحت اسم (علماؤنا في المهجر) نتطرق فيه شهريا لأحد علماؤنا العرب خارج الوطن العربي ورحلته وانجازاته وأحلامه. ونحن هنا مع العالم الأمريكي اللبناني الأصل جورج حلو الحاصل على دكتوراه في علوم الفيزياء والفلك نرى بتواضعه الكون بعينين متخصصتين بالراديو والاشعة الحمراء. اشتغل مع فريق ناسا وأنتهى صنع أول تيليسكوب يرسم خريطة النجوم بالأشعة تحت الحمراء. ويقول " أنه حتى لو حدث أن انهارت نظرية علمية, يواصل العلماء العمل لقد حدث هذا قبلا, ولم ويدّ إلا لتقدم العلم إلى الأمام".
|
|
وفي مجال ( الخيال العلمي ) يخصص العدد ملفا فيه يحدثنا زين عبد الهادي عن بدايات روايات الخيال العلمي في عالم بلا حدود, مشيرا إلى الملاحم اليونانية العظيمة التي سردها علينا الأدباء الأوائل مثل هوميروس وسوفوكليس بوصفها المحفزات الأولى التي أشاعت هذه المخيلة العلمية في الأدب الإنساني والذي انتشر بشكل فيروسي في القرنين التاسع عشر والعشرين, ويدعونا لإلقاء نظرة عليه كي نتبين كيف نشأت الرواية العلمية. ويضيف د.سائر بصمه جي موضوعا آخر عن السلاح النووي في قصص الخيال العلمي في العالم, مشيرا مثلا إلى الكيففية التي جسد بها جورج غريفتن صورة الصواريخ الذرية التي يمكن اطلاقها بقاذفات صواريخ شبيهه بالبازوكا في قصته (سيد العمل) عام 1911 وما تلتها من قصص, ناقشت بطريقة ساخرة فكرة نشر سلاح مروع أكثر مما ينبغي لاستخدام محتوم, وهي مناقشة دفعت إلى الأمام في خيالات جامحة عن سلاح يوم الحساب والقدرة التنبؤية لهذا الموضوع.
في زاوية التقارير العلمية "الآن وغدا" تنشر "العربي العلمي" عددا من التقارير التي تتناول بعض احدث الأخبار العلمية وبينها تقرير عن التجشؤ الكوني للدكتورة سناء صادق توضح فيه كيفية حدوث العواصف الكونية وشدتها واختلافاتها وما قامت به ناسا من وضع مركبة كايسيني الفضائية في مدار زحل والتقاطها لهذه العواصف بأطوال موجية واشعاعية تحت الحمراء. وتعرض لنا نادية دكروري لقاح جديد يبشر مرضى فايروس سي بعلاج أكثر فعالية خلال عام 2013.
ثم نجد أسئلة تطرحها عدد من التقارير الأخرى ، فماذا تعني رشا عبد اللطيف في موضوع سوبر زجاج؟ وما هي التقنيات العلمية الجديدة التي جعلت من الزجاج مادة متينة تنافس أقوى مواد البناء التي يعرفها العالم. وهل هناك مستقبل للحرير في موضوع لهبة محفوظ. ويقدم عاطف عبدالمجيد، حوارا مترجما مع طبيب التخدير إدوار فيران الذي يعمل في مستشفى هنري مندور في مدينة كراتي، يوضح فيها الأسئلة الأخلاقية والطبية والعلمية حول مسالة الموت الرحيم وبأقل ألم ممكن.
بعد فوز أوباما الثاني أصبح التصويت الإلكتروني يدخل نطاق الأمان, وطرق ذكية تكافح اختناقات المرور وحوادث الطرق في باب تكنولوجيا أون لاين لجمال غيطاس.
في باب كتاب علمي تعرض لنا رشا عبداللطيف كتاب (طرق على باب السماء) للفيزيائية ليزا راندال, وكيف يمكن للفيزياء والتفكير العلمي أن يضيئا الكون والعالم الحديث.
وإلى سيول، تنطلق "العربي العلمي" حيث تنشر حوارا أجراه الكاتب أشرف أبواليزيد مع البروفيسور نام سونج آهن رئيس المعهد الكوري لتكنولوجيا تقييم وتخطيط الطاقة في سيول في نقاش مفصل حول تكنولوجيا الطاقة المستقبلية على الطريقة الكورية.
تخلل العدد بورتريه ليوستس فون ليبيغ أبو المخصبات الزراعية الذي حلم بالبروتين لكل البشر. ويكتب محمد حسام الشالاتي القفزة التي بلغت تكلفتها 50 مليون دولار (ريد بول ستراتوس) أهي قفزة من حافة الفضاء أم تحد مع الموت؟ حيث يقدم أكبر تقرير مفصل عن هذه القفزة التي كانت حديث العالم ولا تزال، موضحا كافة التفاصيل الخاصة بالإعداد الطبي والتقني لهذه القفزة والمصاعب التي واجهتها وكيف تغلب عليها العلماء، وصاحب القفزة معا.
|